الأصفاد الهاوية بقلم الشاعرة خولة محمد فاضل // الجزائر //
العنوان : الأصفاد الهاوية
بقلم الشاعرة سحر القوافي
تأْسُرُنِي الأشْجَان..
وتُلْقِي بي في مَهَبِّ الرِّيحْ
فلا أغْفُو ولا أسْتَرِيحْ
اتَأَرْجَحُ بينَ صَقِيعِِ وَنارْ
تُطَارِدُنِي عُيُونُ الجِيَّاعْ..
تُرْعِبُنِي لَيَالِ الضَّيَاعْ..
بِلا دِفْءٍ.. بِلا سَرِيرْ
عِنْدَ بُيُوتِ قَشٍّ وقِصْدِيرْ
تَخْشَى عيونَ سِيِّدِي الأمِيرْ
ان يُصِيبَهَا مِنْ شَرَرِهَا اليَبَابْ
فَتُمْسِي تُرابًا في تُرابْ
وأَعْلَى الشارعِ الوَلْهَانْ
حيثُ الأنْوَارُ والألْحَانْ
اسْتَوَتْ قُصُورُ سَيّدِي السُّلْطَانْ
وحَدائِقُُ غُلَّبُ وجِنَانْ
يَحُومُ في حَوَاشِيهَا البُومُ والغِرْبَانْ
ويَنْبَحُ الخُرَّابُ والكِلَابُ
ويُنَمِّقُ تاجِرُ الحُرُوفِ الكِتابْ
ويُرَصِّعُ ألفَ خِطابٍ وخِطابْ
ليَسْلُبَ الألْبَابَ والرِّقابْ..
وبين حقيقةٍ وسَرَابْ
أسْتَرِقُ السَّمْعْ..
فَتَهُولُنِي أَنْباءُ التَّعَسُّفِ والقَمْعْ
فَخَطَطْتُ حروفًا مِنْ دمٍ ودَمعْ
أقْلقَتْ راحةَ سيدي السُّلطانْ
فَأَرْسَلَ خَلْفِي الحَرسَ والأعْوانْ
أسْمعُ عَوَاءهُمْ..
ويُتْلَى القَرَارْ
"أُقْتُلُوا تِلكَ الغاوِيّة"
شاعرة مارقِة جانِية
"ثَقُلَتْ مَوَازينُها فَأمُّهَا هَاوية"
"واصْلُوهَا نارًا حَامِية"
فهي ريحٌ صِرْصَرٌ عَاتِيّة
تُشْعِلُ حُرُوفَهَا في عَتمةِ الدَّهَالِيزْ
وتَنْتَظِرُ عَوْدةَ يُولِيسِيزْ
ولا تَمُّلُ الِإنتظارْ..
"أُقْتُلُوا الدَّجَالةَ السَّاحِرَة"
عَلِّمُوهَا التُّوبَةَ والمَغْفِرَة
حُرُوفُها أُسْطُورَةٌ كَافِرَة
فِي كُلِّ شَارِعٍ وزاوِية
تَتْلُو عَليهِمْ أُغْنِية
"أحْرِقُوا جُذُورَ الطّاغِيّة"
فَتُذْكِي قلوبا راجفةً راجِية
وتَزْرَعُهَا حِقْدًا وكَرَاهية
في حقِّ جَلالَتهِ والحَاشية
وأراهُم يتبعونَ ظِلِّي..
يُلَوِّحُون بالأيادي..
قِفي.. أيتها الجانية
ويَقْرؤون على روحي السَّلَامْ
فابتسِمُ في سُخْرِية
وقد أمَطْتُ اللثامْ..
ومَشِيتُ في سبيلي عارية
فلستُ أخشَى الرصاصَ والسِّهامْ
سأعانِقُ الجِنانَ راضية
وأعْصِفُ ببغي الطَّاغية
وأسْمَعُ حولي وقْعَ خطواتْ
كأنها تسير في سباتْ
وضجَّة تَتَوَعَّدُنِي بالحسابْ
وجُرْحي الراعفُ تَلعَقُهُ الكلابْ
ويُقْرَأُ على مسامعي الكتابْ
يأمُرُكِ سيدي السلطانْ
أن لا تلْعَبي بالنارْ..
وأن تَحْرِقِي كُلَّ الأشْعَارْ
وتَمْحَوِي كُلَّ حَرْفٍ وشِعَارْ
أيتها المُتَمّرِّدَةُ الغاوِية
وامْدَحِي جَلَالَتَهُ..
يُقَلِّدُ نَحْرَكِ الياقوتَ والجُمَانْ
وتمسِينَ في عِزٍّ وأمانْ
وتَتَبَوَئِينَ مقعدًا في الحاشية
وفي إِباءٍ وإِصرارْ
اتَحَدى القَرَارْ..
وأخطُو علَى الجَمْرِ والقَتَادْ..
وأرضَى بالأسْرِ والأصْفَادْ
وجِرَاحِي الدامِية..
لأبقَى صخرةً هاوية
فوق رأسِ الطاغية
ولنْ أخونَ الجياعْ..
ولا العيونَ الباكية
ولن أخونَ اليراعْ..
ولا الأقدامَ الحافية
بقلم الشاعرة الجزائرية سحر القوافي
ديوان ظلال من ريح
خولة محمد فاضل
تعليقات
إرسال تعليق