"على توقيتِ هطولها....." بقلم الشاعرة هناء سلوم // سوريا //

"على توقيتِ هطولها....." 

داخلَ اللّغةِ... عشتُ...
داخلَ متعةِ الجُمَل.. كنتُ أتخفّى...
هناك... كنتُ أَقْضي ماتبقّى من الدّهشة...
لم أكفَّ يوماً عن إرباكِ إحساسِكَ الغريب...
                           قلبِكَ الخافت............
                           تنفُّسِك حين يَضيقُ فجأة...
                           حركاتِكَ وصوتِك....
اليوم.....!! أصبحَ لهذه اللّغةِ سلطةٌ...
وصرنا أناوأنتَ.. مجرّدَ شعرٍ
                         نثرٍ... بين يديها...
تفعلُ ماتشاءُ بأسرارنا...
هي لاتسامِح أبداً...
تستطيع أن ترتكب بحقّنا جريمةَ البوحِ بلاتردُّد...
أنا!!.. لاأرى حياتي خارجَها...
حرائقُها في داخلي تزدادُ كلَّ يومٍ اتّساعاً...
****
ضحكْتُ من هذه المهبولة الّتي كفّتْ عن أن تكوْن مجرّدَ امرأةٍ من حبرٍ و ورق...
هاهي تَدخلَ قلبَ الغيم بلا استئذان...
المطرُ يعرِفُها....
عندما دعَتْهُ ليعيش على توقيت هطولها الصّعبِ والمستحيلِ أحياناً... لم يفعل...
فضَّلَ أن يتركَها وحيدةً مع حزنها المفتوح على تفاصيل وجهه...
ترَكَها لهدوئها... لم يُنَغّص عليها ماءَها...
***
ستنتفضُ يوماً من اللّغة... حين تضعُ بين يديكَ حلماً مشحوناً بالخوف...
         وبذاكرةٍ عشقيّةٍ تَمشي بكَ نحوَ أجملِ  خفاياها...
عندما يصلُ العشقُ أقاصيه... سيُنْجبُكَ من جديد...
وعندما ينجبُك.. سيُنْجبُ معكَ مراراتٍ كثيرةً دفعةً واحدة..
عندها ستدركُ مجدَْداً أنَّ الكتابةَ هي حائطُكَ الوحيدُ المتبقّي..
ابحثْ فيه عن نافذةٍ للنّور....
الباقي..... ليس مهمّاً.
!.......................................................؟
٢٠١٩/١٢/١٣

هناء سلوم سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة حب من قلب الواقع بقلم الاستاذ محمد الدليمي ..... العراق //

وحدها الجدران تؤنسك بقلم الشاعرة لينا قنجراوي … سوريا //

إلى شرقي.. بقلم الشاعرة بيان الكنج.. سوريا //