مطعم العشق بقلم الشاعر عبد الزهرة خالد // العراق //

مطعم العشق
——————
تلومني أقلامٌ 
ذات سطورٍ معلقةٍ على صحائفِ الأيام 
كانَ عُذري أوهنَ من فعلي 
حينما راودني الشّكُ
في أفعالِ الشّبابِ
كنتُ أحسبُ أنّ تسريحةَ الشعر
تأخذُ نهاراً كاملاً  
ومن الألعابِ يأتي الغيابُ .
كنتُ أتوّهمُ أنّهم أضعفُ مني
ألوي أيديهم على نحافتهم ،
أما في النقاشِ لا أحاورهم 
كأنني المعلم وهم أطفال
 في أولِ التعليم.
تلومني دفاترٌ
ذات أغلفةٍ مسنّدةٍ على جغرافيةِ الوطن  
لم أسجل حضورهم
رغم أنّهم امتهنوا القتال 
وأفرغوا العتادَ من البارود
ليناموا على دخانِ الأحلام ..
لم أعبء بعد بكلّ ما كتبوا
وما قالوا مجردَ هراء . 
تلك مصيبةُ العاجزين 
أما مصيبةُ القانطينَ بلاء . 
فجأةً تبينَ أنّ ( المطعمَ التركي ) 
كانَ فجرهم ويغني بأسمائهم
وتشرينُ يصفق  ، 
تباغتُ ثورتُهم ساسةَ الصدفة 
لن تغطيها التسويفُ والأعذار . 
قولٌ وفعلٌ ، وجارٌ ومجرورٌ 
ومنصوبٌ بلا نصب
هي أبجديتهم 
ما لحقَ التمجيدُ بتلاوةِ مجدهم 
لكنّهم فرضوا على الصفحات 
حضورَ التعجبِ والسؤال ، 
خطّوا علاماتٍ لمستقبلهم
بساريةِ العلمِ 
على جدرانِ النفقِ وأزقةِ الظلّم ، 
أنّ العراقَ ليس للبيع 
لقد احتواه الثوارُ 
بالأرواحِ وأصدح الهتاف ..
قفوا وسلّموا على عزيمةِ الأحرار
حينما تأبى العبودية 
فكسر القيودَ سهلُ المطلبِ
ثم صدقتُ أخيراً أنّهم لم يحقدوا على أحد
بل يعشقون دجلةَ والفرات
لا يزاحم عشقهم أحد..
——————
عبدالزهرة خالد

البصرة ١١-١٢-٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة حب من قلب الواقع بقلم الاستاذ محمد الدليمي ..... العراق //

وحدها الجدران تؤنسك بقلم الشاعرة لينا قنجراوي … سوريا //

إلى شرقي.. بقلم الشاعرة بيان الكنج.. سوريا //