"حكايةٌ.. من فراغاتِ اللّهفة.." بقلم الشاعرة هناء سلوم // سوريا //
"حكايةٌ.. من فراغاتِ اللّهفة.."
ماذا لو حدَّثْتَني بفلسفتِكَ الوجوديّة.. عن:
ماذا يساوي الكلامُ أمامَ الخسارةِ الكبرى لامرأةٍ لم تقُل يوماً: أحبُّك...
لأَنَّها كلّما قالت أحبُّكَ..
تتغيَّرُ كلُّ الأشياء فيها...
و مِن حوْلها بسرعةٍ جنونيَّة..
امرأةٍ.. كلّما نظَرَتْ إلى صورتك.. تَختَصرُ المسافةَالفاصلةَ بينكَ وبينها..
كأنَّهاأوَّلُ إنسانٍ يَخترِقُ حميميّاتِ الوقتِ دونَ أن يَشعُر...
ماذا لو لم تبقَ صامتة!!
لو لم تستثْنِ نفسَها.. لكانَتْ اندَرَجَتْ داخلَ المنظومةِ النّسائيّةِ الّتي ضَيَّعَتْ آنَها بالحلمِ تارةً...
و رهَنَتْهُ لظلِّ تاريخِها الميت.. تارةً أُخرى..
ماالمانع أن تَتحَدَّث...!
أن تَهذي...!
قد تتحوّلُ إلى( امرأةٍ لاتُطاق...)
لكنَّ أحداً.. لن يستطيعَ أن يُنكِرَ عليها طفولتَها... وامتلاءَها...
أحداً.. لن يستطيعَ أن يرفضَ كوْنَها امرأةٌ يكفي أن تَرفَعَ إصبعَها في وجهِ سَهْوِكَ لتَشعُرَ بأَنَّكَ حَيٌّ..
و يَقِظٌ في كلِّ ذرّةٍ فيها و فيك....
تَرميْكَ في صُلْبِ نارها....
ولاتَنسى أن تسأَلَكَ كيف تَحيا جنَّتَها....
امرأةٌ تَخرجُ مع الفجرِ الباردِ إليك..
تَسُدُّ وراءَها كلَّ شيء..
حتّى قلبَها المُنْهَك...
لتُحِبَّكَ بجنون...
دونَ أن تتلفَّتَ حولَها...
تَمضي بكَ إلى ظلماتِ أعماقِها..
وهي واثقةٌ من قدرَتِكَ على صُنْعِ أجملِ حكايةٍ من فراغاتِ اللّهفة...
****
إنّها تَجتاحُ كلَّ رسائلكَ بقوّةٍ كبيرة...
تُعيْدُكَ صغيراً...
عزيزاً على القلب....
تَدفَعُكَ بقوّةِ هدوئها إلى ملامَسَةِ النّارِ ككاهن.....
تَرشقُكَ بجذوةِ حزنِها....
****
هل حدَثَ أنْ فَكَّرْتَ يوماً.. كيف يمكِنُ لها أنْ تَغْفوَ في جَيْبِكَ!!. ..
وَجِيبِكَ!!
جَرِّبْ... و انْظُمْ لي قصيدةً تُخْبِرُني فيها عن ذلك الحريقِ الّذي يَنْهَبُكَ حين تَرى شمسَكَ تغربُ في بحرٍ يهربُ منها...
شمسَكَ الّتي ماتَزالُ تَغزلُ أحلامَها في انتظارِ
حكايةٍ
تأَخَّرَتْ
حروفُها
كثيراً......
!........................................................؟
٢٠١٩/١٢/٢٠
هناءسلوم
تعليقات
إرسال تعليق