صَبَاحُكَ عنْبرْ بقلم الشاعرة فريدة عاشور ..... مصر //

صَبَاحُكَ عنْبرْ

---------
صَبَاحُكَ أنْقَى مِنَ الوردِ وهو يعَانِقُ شَمْسَ الوجودِ
صَبَاحُكَ هَمْسُ نَدىٌّ ودودْ 
ومِنْ لمسةٍ رَاوضَتْ حُمْرةٍ فِي الخُدُودِ
كأشْهَى و أنْدَر
و مِنْ حَاسَّةِ الرُّوحِ
وهْى تُرَاقِصُ خَصْرَ الصَّبَاحِ
عَشِقْتُكَ يا مَوعِدًا للحَياةِ
كَعِشْقِ الثَّمَالَةِ فَوقَ الشِّفَاهِ
وعِشْقُكَ أكْبر
أُحِبُّكَ بَحْرًا لَهُ المَوجُ يجْرِي
لَهُ المَدُّ يلْهَثْ
وحِينَ يهِلُّ سَحَابُكَ مِنَ مُهْجَتِي تَتَنَدَّى الفَلاة
كَقَيسٍ ينَاجِي ثُغُورَ الكَلامْ
فتَسْحَرُنِي مُقْلَتَاكَ
وتَخْطِفُنِي وجْنَتَاكَ
وتَسْرَحُ تَحْتَ عُيونِي دَمُوعُ هَوى
تَضُمُّكَ للرُّوحِ
كَي تَرْتَجِي مِنْكَ تشربُها قَهْوةُ الحبٍّ
وتحْضنَ منْكَ مَدَارِكَ نَشْوتها
ككأسٍ تتُوقُ للثْمِ الجَوى مِنْ ثُغُورِ الغَرامِ
و تَنْسَابُ بينَ أنَامِلهَا شَذَرَاتِ الهَوى والوَئامِ
وأصْمِتْ
وتَصْمِتْ
فصْمِتُك مُرْغمْ
سُكُوتُكَ عَنْبَر
سُكُوتُكَ يامُهْجَتِي شَهدهُ يُسْحرْ
طُقُوسُ السَّنَا للنَّهَارِ
وضَيُّ الدَّواوينِ نَحوَ السُّمَار
بَهِ القَلْبُ أَخْضَر
وعَينَاكَ تَعْويذَتَانِ تَطُوفَانِ حَولَ دُرُوبِ السَّعَادَةْ
عَلَى البُعدِ والقُرْبِ
والنُّورِ والبَدْر
لتَفْرِشَ ومْضًا
فِي ضَيعَتِي , بتَضَاريسِ قَلْبِي
و تَغْضَب إنْ جَاءَ وقْتُ الرَّحِيل
ألا يَرْفَعُ الوقْتَ أنْيابهُ عَنِ اللِّقَاءِ ؟
وأغْضَبُ أكْثَر
فدَعْنِي بِأمْطَارِ قَلْبِكَ أسْكَر
بِأوجَاعِ صَبْرِي أيا صَبْرُ إصْبِر
صَبَاحُكَ عَنْبَر
صَبَاحُكَ يامُلْهِمِي بَحر دُرٍّ
وفِنجانُ قَهْوتِكَ القُرْمُزِيُّ الذِي عَانَقَتْهُ شِفَاهُكَ
بالشَّهْدِ يُمْطِرُ
وقَدْ ذَبُلَ القَاعُ كالنَّبْضٍ يفْترُ
فأرنُو إلَى لَمْسَةٍ مِنْ ثُغُورِ هَواكَ 
إلَى رَعْشَةٍ مِنْ يدَاك
تُذِيبُ وتُسْكِر

فريدة عاشور مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة حب من قلب الواقع بقلم الاستاذ محمد الدليمي ..... العراق //

وحدها الجدران تؤنسك بقلم الشاعرة لينا قنجراوي … سوريا //

إلى شرقي.. بقلم الشاعرة بيان الكنج.. سوريا //