بتلات الصباح بقلم الشاعر الدكتور صالح الطائي … العراق //
بتلات الصباح
الدكتور صالح الطائي
مع تنفس الصبح، تتنفس الجوارح، وتنثال الرؤى على الدماغ المتحفز لاستقبال يوم جديد، والذي يبدو أكثر طراوة من واقعه، فيبدو وكأنه في صباحات العمر، رغم جراح الشيخوخة.
* * *
السياسة قيادة، ساس تعني قاد ودرَّب، ومنها كلمة سايس الخيول.
والدين وفق هذا التوصيف هو سياسة.
لكن السياسة عمرها لم تنجح لتتحول إلى دين، حتى لو كانت لها نفس ممارسات وفعل الأديان.
* * *
كنت أعتقد أن المسلمين وحدهم يؤمنون بنهاية العالم، ثم اكتشفت لاحقا أن جميع الأديان والحضارات لها رؤيتها الخاصة عن النهاية الكونية المرتقبة، وأن هذه الفكرة جايلت كل المجتمعات البشرية، وكانت إحدى ركائز تفكير كل الجماعات، وواحدة من بواعث الخوف التاريخي لدى البشر.
* * *
كنا نعتقد أن نصرة معتقدنا الديني أو السياسي تأتي من شدة جهادنا ومحاربتنا لمن ينافسنا، وقد أثبتت التجارب أن الانتصار الحقيقي هو أن تؤمن بأن جميع المنافسين الآخرين هم نظراء لك في الخَلْقِ، ولهم رؤاهم وعقائدهم مثلك، ولذا عليك أن تقبلهم تحت شعار (لكم دينكم ولي دين)، ولا خيار آخر لك.
* * *
أخبرني أنه دافع عني بشراسة خلال جلسة ضمت من انتقدني بشدة وانتقد نتاجي الفكري والأدبي!
فقلت له: أهو العجب أن يختلف بيَّ وحولي القوم وهم أحفاد الذين اختلفوا في علي بن أبي طالب بين محب غال ومبغض قال؟
* * *
أنا على يقين من شدة تعاستهم، أولئك الذين يرون المسافة بيني وبينهم تزداد اتساعا وأني أتقدمهم بأشواط طويلة، وهم عاجزون عن اللحاق بي. ولذا يحاولون توجيه السهام إلى ظهري، لكن لبعد المسافة لا تصلني سهامهم ولا أشعر بانطلاقها، وإن وصلت تكون بلا دفع فتسقط تحت قدمي، فأدعها على الأرض لأنهم سيتعثرون بها وقد يلاقون حتفهم فيقتلهم حسدهم.
* * *
تعليقات
إرسال تعليق