ق ق ج لسعة نحلة بقلم الأديب عبد الرضا صالح محمد .. العراق //
ق ق ج
لسعة نحلة
لم يكترث يوما من ثقل عمله ، فاحتمل شقاءه وقسوته ، وذللله في نفسه ، معتبرا إياه نزهة يتسلى بها لنيل مراده ، يبدده بين غابات الصنوبر وحدائق الورود العامة، باحثا عن زهوره البرية ، فيشم رحيق الروز، ويعانق الرازقي، ويشرب ندى رحيق الأقحوان، وينعم بشهد الصبار .
كان يأمل أن يدنو من اعتلاء مناصب التتويج ، ويكون من المقربين لقلب الملكة ، وفي لحظات النشوة المؤاتية للارتقاء إلى المقامات الرفيعة باغتته نحلة شبقة ! داعبت مشاعره المرهفة ، فانجذب لها هائما بحبها ، وبعد أن صار خاتماً في إصبعها ، اعتلت ظهره ! غرست شوكتها في خاصرته ! وحلقت به بعيداً عن البلاط ، أطبقت على أنفاسه ، حاول التخلص منها محركاً قوائمه بكل قوة برجاء التملص منها ، إلا أن محاولته باءت بالفشل ، وهي ما تزل تحلق به عاليا وتؤكد غرس مجساتها في أحشائه .
لا مناص من قدره المحتوم ، لم يمر وقت قليل حتى شفطت كل ما في بطنه وحررته من كماشاتها ، ليكون قشرة تتدلى في الهواء من الطبقات العالية خارج حدود المملكة !
عبد الرضا صالح محمد
تعليقات
إرسال تعليق