كيف يأتي النقد الحقيقي بقلم الشاعر والناقد الأدبي عباس باني المالكي // العراق //
كيف يأتي النقد الحقيقي
لو أردنا أن نعرف الإشكالية في النقد العراقي، علينا أن نعرف إشكالية النص وتمفصلاته الحيوية وقدرته على إعطاء المعنى والدلالة التي تتبعه، لأن أغلب النصوص الأدبية وبصورة عامة والنصوص الشعرية بشكل خاص .
لكي نتجنب الانزلاق إلى الْهَوَّة التي تحدث ما بين الأدب والمتلقي ، ونصل إلى مرحلة لا نستطيع أن نردمها في التوجه الثقافي الحقيقي ، وهذا ما يزيد من التباعد ما بين الأدب والمتلقي سواء المثقف النخبوي أو المتلقي العادي، لهذا علينا أن نعيد حساباتنا بالكشف عن النقدي الحقيقي والنقد الطارئ الخاوي من المعرفة والثقافة الحقيقية ، لأن كثر من يسمون أنفسهم نقاد وهم لا أساس لهم من النقد والمعرفة الثقافية التي تؤدي الوصول إلى أدوات النقد الحقيقي وليس مجرد تصورات شخصية وذهنية فارغة بعيدة كل البعد عن المبدأ الإدراكي والثقافي، فقد كثر في لآونة الأخيرة من يدعي النقد هو لا يمتلكه، ونلاحظ أنه مجرد مدح شخصي لصاحب النص أو أنها أراء سطحية خاوية لا عمق فيهما لكشف مكنون النصوص، كما أن هناك الذين يدعون أنهم نقاد متمرسون بالنقد هم عندهم ( كليشة) يطبقونها على جميع النصوص، وهم مجرد لا يفعلون شيئا سوى تغيير الاسم وعنوان النص .وهذا ما خلق أرباك وتهميش المشهد الثقافي والأدبي ، ما جعل الكثير يصعد إلى الواجهة ضمن الأخوانيات والمجاملات الفارغة يفرضون خواءهم المعرفي والثقافي على الثقافة وهذا ما جعل الثقافة العراقية تتراجع وتسير نحو التسطيح والتهميش في كافة المجالات
لكي نعرف كيف يأتي النقد الحقيقي ..
يمر النقد بثلاثة مراحل (مرحلة التلقي ،ومرحلة التأويل ، و مرحلة التبليغ(
1- مرحلة التلقي :- هي مرحلة البحث في النصوص المتعلقة بإشكالية العمل والتعرف على النظريات المختلفة التي تناولت مفهوم النص وقضاياه ، وقراءة النصوص بشكل متحكم بكل المعاني التي يحتويه ، والقراءة يجب أن تكون موضوعية أي أهم شيء قبل أن يقدم الناقد أي نص يجب أن يعرف مفهوم النقد وما يريد أن يطرحه من خلال النصوص التي يتناولها، وكذلك ومن خلال استمرار فهم النظريات النقدية وما تؤول إليه من خلال فك شفرة النص والوصول إلى المعنى الداخلي إليه ، والقبض على كل المفاصل في المشهد النظري المتفاعل مع سياقات النصوص والعنصر التوظيفي في اللغة والاستعارة وأحداث الانزياح التكويني داخل النص .
2- مرحلة التأويل :- حيث تأتي هذه المرحلة من خلال تأويل النصوص ونقدها بطريقة آلية التي تعبر عن النقدي من خلال تفكيك الذات العارفة بأدواتها النقدية وفق منهاج الثقافة واللغوية في محاولة القبض على محددات النصوص ، حيث يتم كل هذا من خلال دراسة أمكانية النصوص من أجل التطويع الفهمي والإدراكي و تطبيقها عليها ، حيث نلاحظ الكثير من النقاد قد أسقط كل السياقات الفكرية والفلسفية التي اتخذت من النظريات الغربية سلطة نقدية ومعرفية تمارس سطوتها على النص العراقي والعربي ، ونجد في هذا النقد المصطلحات غربية ، وهذا ما يجعل القارئ ينشغل بهذا المصطلحات أكثر من قراءة الدراسات النقدية، وهم ويأتون بكل هذا ليبينوا للقارئ أنهم مثقفون وقد قراءوا الكثير من الكتب النقدية ، مع أن هذا لا يدل إلا على فراغهم المعرفي والثقافي والسطحي .
3- مرحلة التبليغ :- أن مرحلة التبليغ لا تعني تكرار المرحلة السابقة( التأويل ) بل هو إعادة صياغة عنصر النقد بالشكل فهمي المدرك لكل أدوات النقد وإيصاله إلى القارئ ، بشكل يحدد مكامن النص والشفرة التأويلية التي فكها من خلال الدلالات المعنوية الإيحائية التي ترسم معاني النصوص ، لكي تحدث المقاربة الفكرية بين الناقد والمتلقي ، ليبين المرجعة النقدية التي سلكها لكي يتم إيصالها بشكل معرفي إلى هذا المتلقي ، والتي التحكم النص من خلال الفكرة الإجرائية والسيميائية التي تظهرها النصوص ، كما أن عملية التبليغ تتطلب تمكنا جيدا من اللغة كعلامات ورموز بنيوية ، على أساس اعتبار اللغة منظومة سيميائية ، حيث أن العلامات الموجودة في النص تعتبر كمفاهيم نقدية ترتبط مع بعضها البعض بعلاقات بنيوية ووظيفية ، من أجل تحقيق الانسجام في عملية التبليغ للنقد الكاشف لكل مجالات النصوص وأدوات الشاعر التي يسلكها الشاعر بتحقيق نصوصه .وهذا يأتي من خلال فك الشفرة الداخلية التي تكون المعاني لكل نص ، ليبين الفكرة التكوينية التي تعطي الشاعر الأبعاد اللغوية وقدرته على مطابقتها مع إحساسه الشعري ، الذي يجعله يقارب بين هذه الأحاسيس والصورة الذهنية التي تركب المعاني وحسب استعارتها الرمزية المطابقة مع كل رموز الحياة وصورها الحية ، حيث يصبح النقد نقد لكل جوانب الحياة في أفقها الشعري ، لأن الشعر لا يمكن خلقه خارج التخيل الإنساني بكل أبعاده الظاهري والباطني ، لأن الشعر هو سلوك الحياة المتحركة ضمن التخيل الذهني والذي يعيد أنتاج الحياة بصورتها المخفية داخل حركتها ونظمها ، وهذا يأتي من خلال الهاجس التركيبي لكل العناوين التكوينية المتحققة من خلال مسيرة الحياة ، والجاذبة لكل التصورات البشرية وعنوانها الإنساني .
أي يجب أن يكون كل هذا بعيدا عن الذين لجئوا إلى استنساخ المقولات النقدية دون وعي والذين سوف يسببون إلى القارئ مأزق كإرثي و يكون الضحية لهم .
لو أردنا أن نعرف الإشكالية في النقد العراقي، علينا أن نعرف إشكالية النص وتمفصلاته الحيوية وقدرته على إعطاء المعنى والدلالة التي تتبعه، لأن أغلب النصوص الأدبية وبصورة عامة والنصوص الشعرية بشكل خاص .
لكي نتجنب الانزلاق إلى الْهَوَّة التي تحدث ما بين الأدب والمتلقي ، ونصل إلى مرحلة لا نستطيع أن نردمها في التوجه الثقافي الحقيقي ، وهذا ما يزيد من التباعد ما بين الأدب والمتلقي سواء المثقف النخبوي أو المتلقي العادي، لهذا علينا أن نعيد حساباتنا بالكشف عن النقدي الحقيقي والنقد الطارئ الخاوي من المعرفة والثقافة الحقيقية ، لأن كثر من يسمون أنفسهم نقاد وهم لا أساس لهم من النقد والمعرفة الثقافية التي تؤدي الوصول إلى أدوات النقد الحقيقي وليس مجرد تصورات شخصية وذهنية فارغة بعيدة كل البعد عن المبدأ الإدراكي والثقافي، فقد كثر في لآونة الأخيرة من يدعي النقد هو لا يمتلكه، ونلاحظ أنه مجرد مدح شخصي لصاحب النص أو أنها أراء سطحية خاوية لا عمق فيهما لكشف مكنون النصوص، كما أن هناك الذين يدعون أنهم نقاد متمرسون بالنقد هم عندهم ( كليشة) يطبقونها على جميع النصوص، وهم مجرد لا يفعلون شيئا سوى تغيير الاسم وعنوان النص .وهذا ما خلق أرباك وتهميش المشهد الثقافي والأدبي ، ما جعل الكثير يصعد إلى الواجهة ضمن الأخوانيات والمجاملات الفارغة يفرضون خواءهم المعرفي والثقافي على الثقافة وهذا ما جعل الثقافة العراقية تتراجع وتسير نحو التسطيح والتهميش في كافة المجالات
لكي نعرف كيف يأتي النقد الحقيقي ..
يمر النقد بثلاثة مراحل (مرحلة التلقي ،ومرحلة التأويل ، و مرحلة التبليغ(
1- مرحلة التلقي :- هي مرحلة البحث في النصوص المتعلقة بإشكالية العمل والتعرف على النظريات المختلفة التي تناولت مفهوم النص وقضاياه ، وقراءة النصوص بشكل متحكم بكل المعاني التي يحتويه ، والقراءة يجب أن تكون موضوعية أي أهم شيء قبل أن يقدم الناقد أي نص يجب أن يعرف مفهوم النقد وما يريد أن يطرحه من خلال النصوص التي يتناولها، وكذلك ومن خلال استمرار فهم النظريات النقدية وما تؤول إليه من خلال فك شفرة النص والوصول إلى المعنى الداخلي إليه ، والقبض على كل المفاصل في المشهد النظري المتفاعل مع سياقات النصوص والعنصر التوظيفي في اللغة والاستعارة وأحداث الانزياح التكويني داخل النص .
2- مرحلة التأويل :- حيث تأتي هذه المرحلة من خلال تأويل النصوص ونقدها بطريقة آلية التي تعبر عن النقدي من خلال تفكيك الذات العارفة بأدواتها النقدية وفق منهاج الثقافة واللغوية في محاولة القبض على محددات النصوص ، حيث يتم كل هذا من خلال دراسة أمكانية النصوص من أجل التطويع الفهمي والإدراكي و تطبيقها عليها ، حيث نلاحظ الكثير من النقاد قد أسقط كل السياقات الفكرية والفلسفية التي اتخذت من النظريات الغربية سلطة نقدية ومعرفية تمارس سطوتها على النص العراقي والعربي ، ونجد في هذا النقد المصطلحات غربية ، وهذا ما يجعل القارئ ينشغل بهذا المصطلحات أكثر من قراءة الدراسات النقدية، وهم ويأتون بكل هذا ليبينوا للقارئ أنهم مثقفون وقد قراءوا الكثير من الكتب النقدية ، مع أن هذا لا يدل إلا على فراغهم المعرفي والثقافي والسطحي .
3- مرحلة التبليغ :- أن مرحلة التبليغ لا تعني تكرار المرحلة السابقة( التأويل ) بل هو إعادة صياغة عنصر النقد بالشكل فهمي المدرك لكل أدوات النقد وإيصاله إلى القارئ ، بشكل يحدد مكامن النص والشفرة التأويلية التي فكها من خلال الدلالات المعنوية الإيحائية التي ترسم معاني النصوص ، لكي تحدث المقاربة الفكرية بين الناقد والمتلقي ، ليبين المرجعة النقدية التي سلكها لكي يتم إيصالها بشكل معرفي إلى هذا المتلقي ، والتي التحكم النص من خلال الفكرة الإجرائية والسيميائية التي تظهرها النصوص ، كما أن عملية التبليغ تتطلب تمكنا جيدا من اللغة كعلامات ورموز بنيوية ، على أساس اعتبار اللغة منظومة سيميائية ، حيث أن العلامات الموجودة في النص تعتبر كمفاهيم نقدية ترتبط مع بعضها البعض بعلاقات بنيوية ووظيفية ، من أجل تحقيق الانسجام في عملية التبليغ للنقد الكاشف لكل مجالات النصوص وأدوات الشاعر التي يسلكها الشاعر بتحقيق نصوصه .وهذا يأتي من خلال فك الشفرة الداخلية التي تكون المعاني لكل نص ، ليبين الفكرة التكوينية التي تعطي الشاعر الأبعاد اللغوية وقدرته على مطابقتها مع إحساسه الشعري ، الذي يجعله يقارب بين هذه الأحاسيس والصورة الذهنية التي تركب المعاني وحسب استعارتها الرمزية المطابقة مع كل رموز الحياة وصورها الحية ، حيث يصبح النقد نقد لكل جوانب الحياة في أفقها الشعري ، لأن الشعر لا يمكن خلقه خارج التخيل الإنساني بكل أبعاده الظاهري والباطني ، لأن الشعر هو سلوك الحياة المتحركة ضمن التخيل الذهني والذي يعيد أنتاج الحياة بصورتها المخفية داخل حركتها ونظمها ، وهذا يأتي من خلال الهاجس التركيبي لكل العناوين التكوينية المتحققة من خلال مسيرة الحياة ، والجاذبة لكل التصورات البشرية وعنوانها الإنساني .
أي يجب أن يكون كل هذا بعيدا عن الذين لجئوا إلى استنساخ المقولات النقدية دون وعي والذين سوف يسببون إلى القارئ مأزق كإرثي و يكون الضحية لهم .
تعليقات
إرسال تعليق