عناق جسدي. بقلم الشاعر احمد علي صدقي// المغرب //
بعد فراق طويل ضربا موعدا في مقهى.. التقيا.. تعانقا.. طلبا مشروبات وجلسا في ركن هادئ من المقهى.. استعدا للإبحار .. رفع كل منهما شراع سفينته مشَغِّلا جواله وطفقا يسبحان كل في بحره.. سافرا فابتعدا عن بعضهما البعض رغم وجودهما في نفس المكان.. عمَّ سكوت رهيب بينهما.. كانا يتبادلان ابتسامات مصطنعة، من غير كلام، كلما التقت نظراتهما.. لَفَّتْهُما خيوط شبكة العنكبوت فلم تعد تسمع إلا همهمات ردات فعل لما يتساقط عليهما من هراء سخيف من هنا وهناك من اطراف العالم..
قال النادل: الحساب من فضلكم أريد ان أغادر.
خرجا من غيبوبتهما وقال كل منهما: أنا الذي سأدفع الحساب.. حلفا في نفس اللحظة فقررا ان يدفع كل واحد منهما حسابه..
ثم تعانقا وافترقا كما التقيا...
احمد علي صدقي من المغرب
تعليقات
إرسال تعليق