عندما يبكي الرجال .... بقلم الاستاذة نبيلة علي متوج … سوريا //

للمسابقة ...
عندما يبكي الرجال ....
كان غالي الدمعة مذ كان طفلا"فهو لم يعرف البكاء ولا الدموع ...صال وجال في حلبات الحياة ...في دراسته أشيرله في البنان فهو الألمعي الذكي ...وتحصيله العلمي خوله الدخول إلى أشهر الجامعات فنال الحظوة والمرتبة العالية .وصار مضرب الأمثال بالذكاء والعبقرية 
عرفها واستوطنت حنايا قلبه ...وعاشت مع نبضاته ...تواعدا على الزواج بعد الحصول على الشهادة العالية 
وكان لهما ما أرادا ....
وقد أثمر حبهما طفلا"رائعا"!ملائكي القسمات 
ملأ الحياة فرحا"وسعادة 
وفي يوم من الأيام ...اتصلت به والدمع يسبق كلماتها ...تعال إسرع ...
فالملاك يلفظ أنفاسه ...وأنت الإختصاصي الأول في معالجة أمراض الأطفال ....
هرع وقلبه يسبق خطواته ...ليرى طفله شاحب اللون مغمض العينين ...ناداه ...بابا ..بابا فلم يعيره أي انتباه ولم يرف له جفن ...كانت حرارته مرتفعة والحمى تسري في بدنه الغض الندي وتسيل قطرات عرق باردة  ...
جمع كل مادرسه طيلة حياته ...وكل مااكتسبه من خبرة لينقذ الطفل الذي دخل في غيبوبة 
لكن الموت كان أسرع فاختطف تلك الوردة قبل أن تتفتح ...احتضن طفله بلهفة الحب وبكى عليه بكاء الفاقدين ...حيث لم يشفع له علمه في مداواة جرح الفؤاد ....لكن السهم كان أمضى وأصاب القدر بسهمه قلب الأب فانفطر ....
احتضنت الزوجة زوجها المفجوع وراحت تواسيه وهي من احترق قلبها وتلوع 
فقال لها :يصعب على الرجل أن يشفق عليه أحد ...لكن فراقه أضناني ...وأبكاني فاغفري دمعتي وحزني فأنا الذي أعالج الناس فشلت في إبعاد شبح الموت عن فلذة كبدي ...فدعيني أبكي ....

بقلمي نبيلة علي متوج/سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة حب من قلب الواقع بقلم الاستاذ محمد الدليمي ..... العراق //

وحدها الجدران تؤنسك بقلم الشاعرة لينا قنجراوي … سوريا //

إلى شرقي.. بقلم الشاعرة بيان الكنج.. سوريا //